الثقافة في كل مكان، من الشارع إلى مكان العمل وخلف أبوابنا الأمامية. فهي تؤثر على ملابسنا وفنوننا وموسيقانا وطعامنا وحتى على تفاعلاتنا مع بعضنا البعض. تعطينا الرموز والأبطال والطقوس تلميحات عن كيفية عمل الناس في المجتمع. قال عالم النفس السويسري كارل يونغ: “أي شيء يزعجنا في شخص آخر يمكن أن يساعدنا على فهم أنفسنا بشكل أفضل”. كيف يرانا شخص ما من الخارج؟ من نحن في الأساس؟ يحدد تراثنا العقلي كيفية تفسيرنا للكلمات والجمل والقصص. نحن ننظر من خلال نظاراتنا الثقافية الخاصة بنا. ماذا يعني هذا بالنسبة لدورنا كمواطنين؟ نحن في الغالب غير مدركين للثقافة. إنها مثل الهواء: لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها غير مرئية. وهذا ما يجعل من الصعب تعريفها. يقول المثل العربي: “لا نعرف من اخترع الماء، لكنه بالتأكيد لم يكن سمكة”. تسبح السمكة في مائها ولا تعرف شيئًا آخر. وفقط في بيئة مختلفة، بمياه أكثر دفئًا أو برودة أو ملوحة أو عذوبة، تدرك السمكة: “هذا مختلف! هذا ليس مائي!” تختبر السمكة أن هناك مياه أخرى. وهذا ينطبق أيضًا على الثقافات. تصبح الاختلافات الثقافية ملحوظة حقًا فقط عندما تتصادم، عندما تكون متعارضة تمامًا. وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم الارتياح وسوء الفهم وحتى الاستقطاب. ليس لأن الناس غير راغبين، ولكن لأن هناك انقسامًا متزايدًا. لدينا ميل طبيعي للحكم على سلوك الآخرين من خلال عدساتنا الثقافية الخاصة بنا. وغالبًا ما نعتمد على الصور النمطية التي غالبًا ما تكون أنصاف حقائق وتؤدي إلى أحكام مسبقة وتفسيرات خاطئة.
ولهذا السبب فإن هدف مؤسسة Connect2Us هو مساعدة الجميع، وخاصة الأطفال، على التفاعل مع بعضهم البعض والحذر من التحيز. نريد أن نتشارك القصص لنتعلم أنه على الرغم من وجود اختلافات ثقافية، إلا أنها لا يجب أن تكون “مخيفة” أو “غريبة”، بل “ممتعة” و”مثيرة للاهتمام”. نريد أن نتعلم أنه في النهاية لدينا قواسم مشتركة أكثر بكثير مما لدينا من اختلافات. التواصل بدلاً من المفاجأة.
يدور هذا التقرير السنوي حول نشر لعبة “أرض التعاطف” على المستوى الدولي، بما في ذلك في مناطق لغوية أخرى. ويجري بالفعل نشر اللعبة في بعض المدارس في إيطاليا. ولا تزال المحادثات جارية في كندا والسويد وألمانيا ودبي. وفي كندا ودبي، يبدو أن نادي ليونز هو نقطة الانطلاق في كندا ودبي.
التواصل عن بُعد صعب للغاية. لم نجد بعد الشكل المناسب للتعبير عن أنفسنا من خلال إنستغرام وتيك توك. ويرجع ذلك جزئيًا إلى الوقت المحدود للمتطوعين، ولكن أيضًا بسبب نقص المعرفة. في عام 2024، سننظر في أهداف المؤسسة وكيفية استخدام الأموال المحدودة.
يعكف رئيس مجلس الإدارة جان فينسنت ميرتنز والمتطوعة ديفيا على تأليف كتاب يستند إلى القصص التي نستخدمها أيضًا في Connect2Us. يمكن أن يكون للدعاية حول هذا الكتاب تأثير إيجابي على سمعة المؤسسة. ويجري التحقيق في كيفية نشر الكتاب، ربما تحت إدارة المؤسسة.
بالنيابة عن مجلس الإدارة، جان فنسنت ميرتنز
الرئيس
مارس 2023
اقرأ التقرير السنوي لعام 2023 هنا